مكتبته:
دأب الفاضل قدسسره كباقي الأعلام، حينما يجد مكتبته خزانته المعنوية، وآلته الفكرية، فهي المكمّل لكلّ عالم، ونتاج ردح من الزمن أثرته المثابرة والطموح، فمع كونه فقيراً معوزاً، ويتقوّت بما يتقاضاه على النسخ والكتابة وأجرة التحكيم، كان يشتري وينسخ كتبه على ما ذكره التنكابني، وكان بصدد أن تكون له مكتبة تليق بتحصيله، وشأنه العلمي فأصبح هذا الهدف المحفّز، والموارد أداة لنشأتها، فيوجد بضمن الآثار العلمية المتبقيّة من زمانه العديد من الكتب التي نسخت وحُرّرَت إمّا بأمره أو كانت داخلة في ملكيّته، بنحو من الأنحاء.
وقد عدّت مجموعة من الكتب شوهدت في مكتبته يصعب إحصاؤها، من هنا يظهر لنا مدى اهتمامه قدسسره بهذا المجال، ويظهر جليّاً تأليفه الشهير لكشف اللثام فإنّه لم يعتمد فيما نقله من كلمات الأصحاب على الكتب القديمة، بل كان يعتمد على ما لديه من كتب وينقل كلماتهم من مصادرها الأوّلية(١).
وفاته ومحلّ دفنه:
وفيه ثلاثة أقوال:
الأوّل: أنّه توفّي سنة (١١٣١ هجريّة) في أصفهان أبان الحكم الصفوي، وقد يَرِدُ كون ملوك الصفوية يمجّدون العلماء، فكيف أنّهم لم يبنوا له أثراً أو قبّة على قبره، مع جلالة قدره وعظيم منزلته، وهو الغالب والشائع عندهم في تمجيد العلماء، وليس هناك قول معتبر يشير لوفاته فيه.
__________________
(١) انظر: مقدّمة كشف اللثام ١ / ٥ ـ ٩٩.