عسى الدهر يوماً أن يلمّ شتاتهُ |
|
ويقطع أسباب النوى والتهاجرِ |
وذلك موكولٌ لرحمة راحم |
|
ومنّةِ منان وقدرةِ قادرِ |
ولله تدبير وللدهر رجعة |
|
وللعسر تيسير بحكم المقادرِ |
وما غُلقت أبواب أمر على امرئ |
|
فصابرَ إلاّ فتّحت في الأواخرِ |
تحيّة مشتاق وتسليم واله |
|
إلى غائب بين الجوانح حاضرِ |
وهي أبيات غاية في الجمال والروعة والعاطفة الجيّاشة التي تمثّل حنان وعطف الأبوّة ، والخوف على مستقبل الأبناء ، لذا يغدق عليهم بالنصح والتوجيه ، وفيها يعيش ألم الفراق وشدّة الشوق.
ولعلّه نستفيد من الأبيات أنّ السيّد الابن عبد الله كان في رحلة طلب العلم من خلال كلام والده :
وبعدك عنّي إن سلكت طريقة |
|
تؤدّي إلى الرشد فليس بضائرِ |
كما يمكن تخمين أمر آخر أنّ الرحلة كانت لبلاد البحرين حيث يتتلمذ على أعلامها ، ومنها أخذ لقب (البحراني) الذي ارتبط باسمه ، وهو أمر لا نجده في والده ، وإنّما نجد الشوق والحنين إلى وطنه (هَجَر) الأحساء ، ويذكر تمرها ونخيلها.
قال فيه أحد معاصريه : «السيّد عبد الله بن محمّد بن عبد الحسين الحسيني البحراني [من] المعاصرين .. فاضل شاعر أديب».
ومن شعره يصف جواداً(١) :
__________________
(١) تاريخ الشيعة في الهند ٢ / ١٥٣.