٦ ـ إنّ أقدم نسخة حصلنا عليها هي نسخة الأصل وتأريخ نسخها سنة (١١٠٨هـ) أي : من سنة تأليف هذا الكتاب وهي بخطّ محمّد بن محمّد باقر الحسيني المختاري النائيني ، والمعروف أنّ المختاري عاش ومات ودفن في أصفهان (١) ، ولم يحدّثنا التأريخ عن خروجه منها ، فإذا كانت الفرائد البهية من تصانيف ابن معصوم فأين التقى المختاري بابن معصوم لكي يكتب له الفرائد البهية ولا سيّما إذا عرفنا أنّ ابن معصوم كان في سنة (١١٠٨هـ) في الهند ولم يخرج منها إلاّ سنة (١١١٤هـ) ، ولم يدخل أصفهان إلاّ سنة (١١١٧هـ) فعلى هذا يحتمل أنّه التقى المختاري في سنة (١١١٧هـ) أو بعدها ، وهذا دليل على أنّ المختاري هو الذي ألّف الفرائد البهية وخطّها بيده في أصفهان ، وليس ابن معصوم الذي لم يلتقِ بالمختاري إلاّ بعد سنة (١١١٧ هـ).
٧ ـ ولا يمكن ـ قطعاً ـ أن يكون كتاب الفرائد البهية مختصراً للحدائق الندية على أنّهما من تأليف ابن معصوم المدني لأنّ ابن معصوم المدني نفسه بعد تأليفه الحدائق الندية قرأها عليه بعض طلاّبه سنة (١٠٨٠هـ) أي بعد سنة من تأليفها ، وأثبت بخطّه على الورقة الأخيرة من النسخة المقروءة عليه ما نصّه : «قال شارح الكتاب كان الله له وبلّغه أمله : كأنّي بذي بصيرة قاصرة ، وعين عن إدراك الحقائق حاسرة ، يستطول هذا الشرح المفيد ، ويستكبر هذا الصرح المشيّد ، فتحمله همّته الدنية ، وتخيّل له فكرته الصديّة أن يختصر فوائده ، فيبدّد بذلك نظامه ، ويفرّق اتّساقه وانتظامه ، ويخليه من فوائد طالما سهرت في تحصيلها الليالي حتّى انتظمت انتظام سنيّ اللآلي نعم وربّما كان له بذلك غرض آخر بمثله
__________________
(١) ينظر : روضات الجنّات ٧ / ١١٥.