الحدائق الندية ولو كان له شرح على الصمدية لذكره السيّد المختاري في الشرح الكبير ولم يقل : «لم أظفر بشرح للكتاب سوى الحدائق الندية» ولا سيّما إذا عرفنا أنّ المختاري من تلاميذ ابن معصوم ومّمن روى عنه (١) ، وهو مطّلع على مؤلّفاته ، وربّما كان هذا سبباً في نسبة الكتاب لابن معصوم لصلته به تلميذاً.
هذا الدليل يرجّح كون الفرائد البهية ليست من تأليف ابن معصوم المدني فتكون للمختاري.
٥ ـ وكذلك أنّ أغلب من ترجم لابن معصوم لم يذكر له سوى الحدائق الندية ، وقد تتبّعنا من ترجم لابن معصوم منذ عصره فوجدنا أنّهم لم يذكروا له سوى الحدائق الندية (٢) ، وأنّ أوّل من ذكر أنّ له شرحين آخرين على الصمدية غير الحدائق الندية هو السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة (٣) ، وهو من المؤلّفين المتأخّرين.
من هذا نعرف أنّ المتأخّرين والمعاصرين هم الذين قالوا أنّ لابن معصوم شرحين آخرين على الصمدية غير الحدائق الندية ، وهذا الأمر ناشئ من أنّهم عندما رأوا على صفحة عنوان الفرائد البهية أنّه لابن معصوم نسبوه إليه وعندما رأوا في خاتمة الفرائد البهية أنّ مؤلّفها يدعو لإتمام الشرحين الوسيط والكبير قالوا إنّ له شرحين آخرين على الصمدية ، وقولهم هذا مردود كما تقدّم.
__________________
(١) ينظر : هدية الأحباب : ١٠٥ ، الفوائد الرضوية : ٦٠١.
(٢) ينظر : رياض العلماء ٣ / ٣٦٣ ؛ نزهة الجليس ١ / ٣٢٠ ؛ نفحة الريحانة ٤ / ١٨٧ ؛ حديقة الأفراح : ٥٢.
(٣) ينظر : أعيان الشيعة ١٤ / ٢٢٧.