وقبل الدخول في أصل البحث لا بدّ من مقدّمة موجزة تعرّف بحياة عَلَم الطائفة وشريفها السيّد المرتضى قدسسره منذ ولادته حتّى استوى عَلَماً للهدى ومرجعاً للطائفة ، بما يتناسب وحجم هذا المقال ، ولا شكّ أنّ ترجمة حياته معروفة ، ومصادرها متداولة ، وهنا نشير إلى بعضها (١).
الشريف المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ) :
هو السيّد أبو القاسم علي ابن الطاهر ذي المنقبتين أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش ، بن محمّد الأعرج بن موسى بن إبراهيم المرتضى المجاب ، ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام ، يلقّب بعلم الهدى ؛ لتضلّعه بعلوم الشريعة واللغة العربية حتّى قيل : «إنّه كان أعلم من العرب بلغة العرب» حتّى صار إمام المذهب في زمانه ، وكان يلقّب بالثمانيني ؛ لأنّه ألّف نحو ثمانين كتاباً ، وامتلك نحو ثمانين قرية بين بغداد وكربلاء ، وعاش نحو ثمانين سنة (٢) ، ولم يكن للشريف المرتضى في السياسة إرب ، بل كان منصرفاً إلى خدمة المذهب فوقعت بينه وبين أئمّة المذاهب الأخرى منافرات مذهبية ينقضون كتبه وينقض كتبهم. فهو إمام في الفقه ومؤسّس أصوله ، نابغة في الشعر واللغة ، وراوية الحديث ،
__________________
(١) الطوسي ، الفهرست : ٩٩ ؛ الكنى والألقاب ٢ / ٤٣٩ ؛ أمل الآمل ٢ / ١٨٢ ؛ أدب المرتضى وآثاره : ٧٥ ـ ٧٨ ؛ تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٦ ؛ المنتظم ٧ / ٢٧٩ ؛ النجاشي ، الفهرست : ١٩٢ [ص ٢٧٠ ـ رقم ٧٠٨] ؛ البحار ٤٨ / ١٨٠ ؛ الغدير ٥ / ٣٥١ ؛ ابن شهر آشوب : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٥١ ، وغيرها كثير.
(٢) راجع : الغدير ٥ / ٣٥٥ ؛ العذيق النضيد : ١١ ؛ الرسالة الخراجية : ٨٥.