انفرد به هو من آراء ، وتعليلات نحوية لم يُسبق إليها (١) ، وكان قدّس سرّه لا يدع المنهج العقلي والتأمّلي في كلّ ما يُنقل عند تفسير دلالات الألفاظ ، فقد كان يصرّح ضمن ردّه على تفسير واستنتاج لغوي لكلٍّ من الأصمعي (ت ٢١٦ هـ) وابن الأنباري (ت ٣٢٨ هـ) مثلا ، بقوله : «ليس يجب أن يجعل إطلاق الألفاظ المحتملة دليلا على إثبات الأحكام والمعاني ومعترضة على أدلّة العقول» (٢).
يقول جولدتسيهر : «فهو [أي : المرتضى] لا يعتمد من وجوه التفسير ـ سواء كانت راجعة إلى قواعد النحو أم إلى مفردات اللّغة ـ إلاّ ما يمكنه أن يؤيّدها بالشواهد الكثيرة من المصادر القديمة للاستعمال اللغوي الأصيل» (٣).
ونحاول أن نخصّص مطالب المقالة بموضوعات اُخذت من كتاب الأمالي ؛ بسبب ما يطغى فيه من موضوعات ، وتفسير عدد كبير من الآيات فهو مفتاح شخصيّته في التفسير والنقد (٤).
الجهد اللغوي في التفسير لدى السيّد الشريف المرتضى قدسسره
ليس المقصود من الجهد اللغوي هنا ، هو ذلك الجهد الخاصّ بفقه اللغة ،
__________________
(١) راجع : أمالي المرتضى (فهرس اللغة الملحق بالكتاب) ٢ / ٤٦٠ ـ ٤٧٤ ، ٢٩٥ ـ ٢٩٨ ، ١ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ؛ الشريف المرتضى وجهوده اللغوية والنحوية : ٣٣ ؛ الشريف المرتضى، أحمد معتوق : ١١٩. بتصرّف.
(٢) الأمالي ١ / ٤٣١.
(٣) مذاهب التفسير : ٣٨ ، ١٤٠.
(٤) أدب المرتضى : ١٦٠.