العرب من نصوص الشعر واللغة وبليغ الأقوال ونادرها من النثر والأمثال والحكم. وهكذا تتحوّل أجزاء من الكتاب وفق هذا المنوال إلى مباحث في الشعر والنقد والبلاغة ، واللغة ، والأدب ، وتاريخه والفنّ وأصوله (١).
ويتعرّض السيّد المرتضى قدسسره في كتابه وفق منهجه في تفسيره لمجموعة من الآيات إلى مجموعة من المباحث الكلامية والعقائدية والبلاغية المهمّة ومناقشتها وقضايا الشعر والنقد في سياق ما يطرحه من تفسير أو تأويل للآيات القرآنية.
كما ترجم في كتابه لأكثر من خمس وستّين شخصية عربية وإسلامية ، بين فقيه ومتكلّم ومفسّر ولغوي وشاعر وشاعرة وخطيب وأديب ، مضافاً إلى مجموعة من المباحث الأدبية والثقافية العامّة. والأهمّ من ذلك تعرّض السيّد إلى ما يزيد على ستمائة وخمسين مفردة لغوية من المصطلحات اللغوية الواردة في الآيات والأحاديث ، والأشعار. ممّا يصيّر كتاب الأمالي مُعْجَماً لغويّاً متميّزاً ، ولم يكن السيّد المرتضى مجرّد ناقل للموادّ اللغوية ، بل كان يناقش ، ويعارض ، ويقبل بعض الآراء ويردّ البعض الآخر ، ويبدي رأيه مقابل الجاحظ ، وابن قتيبة ، وابن الأنباري وغيرهم ، كما تعرّض لأغلب أبواب النحو ومسائله ، وكان في كثير من هذه المسائل يذكر آراء القدماء ويناقشها وقد يصير إلى تأييدهم أو معارضتهم ، وقد نقل لنا ما يزيد عن ثلاث وأربعين مسألة من مسائل الخلاف بين البصريّين والكوفيّين ، فضلاً عمّا ذكره من مسائل مشتركه بين المدرستين ، وما
__________________
(١) الشريف المرتضى (حياته ثقافته أدبه ونقده) : ١١٥ بتصرّف.