وهو كتاب ممتع يدلّ على فضل كثير ، وتوسّع في الاطّلاع على العلوم» (١) ، وأمالي المرتضى ـ كسائر الأمالي ـ الهدف من تأليفها كان هدفاً تعليميّاً ، في التفسير والفقه والكلام ، متّخذاً من اللغة والنحو أداتين فيما يذهب إليه من آراء مرجّحاً أو مصحّحاً أو مخطّئاً. والقسم الكبير منها كانت عبارة عن إجابات لأسئلة وجّهت إليه من شخصيّات سياسية أو علمية كبيرة (٢) أو شخصيّات افتراضية (٣).
وهنا أشير إلى بعض جوانب منهجه قدسسره :
كان السيّد الشريف قدسسره يفتتح مجلسه بآية أو حديث شريف يَشكلُ تفسيرهما أو تأويلهما ، فيبيّن ما أبهم أو أشكل في تأويله ، أو دار أو كثر حوله السؤال ، فكان يبدأ بتفسير الآية أو الحديث ، ثمّ يستشهد على رأيه بما يناسب من آيات أخرى ـ وهو ما يسّمى بتفسير القرآن بالقرآن ـ أو يأتي بأحاديث وروايات شريفة ، أو بكلام العرب شعراً ، أو نثراً ، أو قاعدة نحوية ، أو مباحث لغوية. يقول السيّد المرتضى قدسسره : «على المتأوّل أن يورد كلّ ما يحتمله الكلام ، ممّا لا تدفعه الحجّة ، وإن ترتّب بعضه على بعض في القوّة والوضوح» (٤) ، ثمّ يستطرد إلى موضوعات أخرى ، أدبية غالباً أو تاريخية أو أصولية أو كلامية أو فقهية ، أمّا أسلوبه ، فيطغى عليه الأسلوب التحليلي العلمي ، مع إيراد الأدلّة الصريحة لإثبات مدّعاه ، فيضطرّ إلى الاستطراد المسهب أحياناً ، فيستشهد بما دار على ألسنة
__________________
(١) وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣.
(٢) راجع : الأمالي ٢ / ٣٠٠ ، ٣١٥.
(٣) المصدر نفسه : ١ / ١٠٥ ، ٤٠٢ ، ٤٥٢ ؛ ٢ / ١٢٠ ، ١٣١ ، ١٥٤.
(٤) أمالي السيّد المرتضى ١ / ٣٢١.