والشعر.
يقول محقّق الأمالي ـ محمّد أبو الفضل إبراهيم ـ عنه : «وحيثما يستعرض الباحث كتب العربية النفيسة التي حوت ألوان المعارف ، وزخرت بأشتات الطرائف ، وحفظت بين دفّتيها نتاج القرائح ، وحقائق السير والتاريخ والأخبار ، ونصوص الشعر ، واللغة ، والغريب ، فإنّه بلا مراء يُعدّ منها كتاب أمالي المرتضى وينظمه في العِقْد الذي يضمّ كتاب : الكامل للمبرّد (ت٢٨٦هـ) ، والبيان والتبيين للجاحظ (ت٢٥٥هـ) ، وعيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري (ت٢٧٦هـ) ، والعِقد الفريد لابن عبد ربّه (ت٣٢٨هـ) ، والأغاني لأبي الفرج (ت٣٥٦هـ) وغيرها من الكتب التي حلّقت في سماء الآداب العربية كالنجوم ، وأرست قواعدها كالأطواد ، وعمرت بها مجالس العلماء ، وسوامر الأدباء ، وتدارسها المتأدّبون جيلاً بعد جيل ، وتداولها النسّاخ ، وعُدّت في مكتبات الدارسين من أكرم الذخائر وأنفس الأعلاق» (١).
فكتاب أمالي المرتضى من أوسع وأغنى كتب الشريف الأدبية ، وهو من المصادر العلمية الأدبية. ونحن نسعى في هذه المقالة أن نكشف عن جزء من الجانب أو المنهج اللغوي والأدبي الذي يطرحه سيّدنا المرتضى من خلال تعليقاته ومناقشاته لموضوعات كتابه الأمالي ، بخاصّة تلك التي يتعرّض لها من خلال تفسير الآيات القرآنية الكريمة ، والأمالي : «هي عبارة عن مجالس أملاها ، تشتمل على فنون من معاني الأدب ، تكلّم فيها على النحو واللغة ، وغير ذلك ،
__________________
(١) راجع : أمالي المرتضى ؛ (غرر الفوائد ودرر القلائد) ، مقدّمة المحقّق : ١٨.