بما يُعلم أنّه لا يكون ، كقولهم : (لا كلّمتك ما أضاء الفجر وطلعت الشمس) وكقول الشاعر :
إذا شاب الغراب رجوت أهلي |
|
وصار القير كاللبن الحليب |
وممّا يجري هذا المجرى قوله تعالى : (وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) (١).
(على) بمعنى (عن) :
استشهد الشريف المرتضى بكلام العرب من (الأمثال والحكم) في كثير من تفسيره للآيات التي اعتمدت اللغة أساساً ترتكز عليه في الوصول إلى المعنى المراد.
ففي تفسيره لقوله تعالى : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ) (٢) ، يرى في أحد وجوه تأويل هذه الآية ، أن يكون (على) بمعنى (عن) فيكون المعنى : (فخرّ عنهم السقف من فوقهم) أي : (خرّ عن كفرهم ، وجحودهم بالله تعالى وآياته) كما يقول القائل : (اشتكى فلان عن دواء شربه) ، فيكون (على) و (عن) بمعنى (من أجل الدواء).
وفي وجه آخر لتأويل الآية يرى أن يكون (على) بمعنى (اللام) ، والمراد : (فخرّ لهم السقف) ، فإنّ (على) قد تقام مقام (اللام) ، وحكي عن العرب : (ما
__________________
(١) الأعراف : ٤٠ ؛ انظر : تنزيه الأنبياء : ١٨٠ ؛ والأمالي ١ / ٨٠ ؛ تفسير المرتضى ٢ / ٣٦٤.
(٢) النحل : ٢٦.