أغيظك عليّ!) وما أغمّك عَلَيّ! يريدون : (ما أغيظك وما أغمّك لي) (١).
ومثله ما ذكره في تفسيره (٢) قوله تعالى : (مَا مَنَعَك أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكبَرْتَ أَمْ كنتَ مِنَ الْعَالِينَ) (٣) فقال :
«أوّلاً : أن يكون قوله تعالى : (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) جارياً مجرى قوله : (لما خلقت أنا) ، وذلك مشهور في لغة العرب يقول أحدهم : (هذا ما كسبت يداك) ، وما جرت عليه يداك ، إذا أرادوا نفي الفعل عن الفاعل استعملوا فيه هذا الضرب من الكلام ، فيقولون : (فلان لا تمشي قدمه ، ولا ينطق لسانه ، ولا تكتب يده) ، وكذلك في الإثبات ، ولا يكون للفعل رجوع إلى الجوارح في الحقيقة ، بل الفائدة فيه النفي عن الفاعل» (٤).
القراءات :
للقراءات القرآنية أثر مهمّ في دراسة علوم اللغة العربية ، ومصدر مهمّ من مصادرها ، وتعدّ ثروة أغنت الدرس اللغوي والتفسيري ، سواء كانت هذه القراءات متواترة كما هو رأي جمهور علماء أهل السنّة أو غير متواترة كما هو رأي الإمامية ، الذين يتمسّكون بما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ القرآن واحد نزل
__________________
(١) الأمالي ١ / ٣٥١.
(٢) المصدر نفسه ١ / ٦٥٦.
(٣) سورة ص : ٧٥.
(٤) الأمالي ١ / ٦٥٦.