به الكثرة والمبالغة» (١).
ويعرض الشريف المرتضى وجهاً آخر في قراءة الآية ، ففي قوله تعالى : (عَبَدَ الطاغوت) ، أن يكون المراد بجعل منه عَبَد الطاغوت ، أي : نسبة إليهم ، وشهد عليه بكونه من جملتهم (٢).
ومن ذلك تفسيره قوله تعالى : (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَك الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكمُ الْحَاكمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِك إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُك أَن تَكونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (٣).
يقول : «فأمّا قوله تعالى : (إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح) فالقراءة المشهورة بالرفع ، وقد روي عن جماعة من المتقدّمين أنّهم قرؤوا : (إنّه عَمِلَ غيرَ صَالح) بنصب اللام وكسر الميم ، ونصب (غير) فأمّا الوجه في الرفع فيكون على تقدير : (إنّ ابنك ذو عمل غير صالح ، وصاحب عمل غير صالح) ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، فأمّا القراءة بنصب اللام فقد ضعّفها قوم وقالوا : كان يجب أن يقال : (إنّه عَمَل عملاً غير صالح) ؛ لأنّ العرب لا تكاد تقول : (هو يعمل غير حسن) ، حتّى يقولوا : (عملاً غير حسن) ، وليس وجهها بضعيف في العربية ؛ لأنّ مِن مذهبهم الظاهر إقامة الصفة مقام الموصوف عند انكشاف المعنى وزوال
__________________
(١) الأمالي ٢ / ١٨٢ ـ ٣٨٣.
(٢) المصدر نفسه ٢ / ١٨٤.
(٣) هود : ٤٥ ـ ٤٦.