في شيء من ذلك كاذباً وهو تأويل مَن لا يتحقّق المعاني» (١). إشارة إلى ضعف رأي الكسائي ومخالفته له.
وكذلك في تفسير قوله تعالى : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِك قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (٢).
يقول الشريف المرتضى : فأمّا قراءة مَن قرأ الآية بالتشديد فقال : (أمّرنا) وقراءة من قرأها بالمدّ والتخفيف فقال : (آمرنا) فلن يخرج معنى قراءتيهما عن الوجوه التي ذكرت في تأويلها ومنها : أنّ تعلّق الإرادة لا يكون إلاّ بالإهلاك الحسن بما ينزّه الباري عن فعل القبيح ، أو أن يكون ذكر الإرادة في الآية مجازاً واتّساعاً وتنبيهاً على المعلوم من حال القوم وعاقبة أمرهم (٣).
وجوه الإعراب :
إنّ الارتباط وثيق جدّاً بين المعاني أو الدلالات اللغوية وبين الحالة الإعرابية التي وظّفت لأداء المعاني في ضوء إبراز العلاقة النحوية بين الإعراب والمعنى ؛ حتّى ابن رشد القرطبي حاول أن يحصر الأسباب المؤدّية إلى الاختلاف بين الفقهاء في تحديد المعنى في ستّة أسباب ، الثالث منها : اختلاف الإعراب (٤) وذلك لأهمّيتة في التمييز بين المعاني التركيبية. فالتخلّي عن الإعراب في لغة
__________________
(١) الأمالي ٢ / ٢٦٧ ؛ تفسير الشريف المرتضى ٢ / ٢٦٥.
(٢) الإسراء : ١٦.
(٣) الأمالي ١ / ٢ ـ ٣.
(٤) بداية المجتهد ونهاية المقتصد ١ / ١٣.