بالكريم أبوه) ، والحال أنّ من وقع عليه المرور غير صاحب الصفة ، وإذا أمكن أن تحلّ هذه الصفة محلّ موصوفها ، فحلولها محلّ صفته أخفّ وأيسر (١).
غير أنّه يمكن بتأمّل أمثلة النعت السببي تقسيمه إلى نوعين :
أحدهما : نوع يتعلّق بعين غير الموصوف مرتبطة به ، كما في قوله تعالى : (رَبَّنا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ أَهْلُها) (٢) ، فـ : (أهلها) متعلّق بالقرية ، لكنّه عين غير القرية خارجية علقته بها علقة السكن ، وهذا النوع لم يرد في كامل الزيارات ؛ فلا نطيل وقوفاً عنده.
والنوع الآخر : نوع يتعلّق بشيء في الموصوف غير خارج عنه ، كما في قوله تعالى : (قَالَ إِنَّهُ يَقُوْلُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءٌ فَاقِعٌ لّوْنُها تَسُرُّ النّاظِرِيْنَ) (٣) ، فـ : (لونها) ليس عيناً غير الموصوف ، بل هو عَرَض فيه لا يفترق عنه.
والدلالة على التخصيص في هذا القسم الثاني تختلف عنها في الأوّل شيء اختلاف ، يتبيّن بتحليل مثاله الوارد في كامل الزيارات : إذ روي عن أحد أصحاب الإمام أبي عبد اللّه الصادق (صلوات اللّه عليه) أنّه قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك ، ما لمن زار قبر الحسين عليهالسلام وصلّى عنده ركعتين؟ قال : كتبت له حجّة وعمرة. فقلت له : جعلت فداك ، وكذلك كلّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته؟ قال : وكذلك كلّ من أتى قبر إمام مفترض
__________________
(١) يُنظر : المصدرُ نفسُه ٢ / ٢٢.
(٢) النساء : ٧٥.
(٣) البقرة : ٦٩.