طاعته» (١).
ومعلوم أنّ الصفة هنا تعلّقت بشيء هو من لوازم الموصوف ؛ فالطاعة صفة في الإمام مفترضة على الناس ؛ وهذا يعني أنّ الموصوف بالنعت السببي معموله في الدلالة الظاهرة ، وموصوفه في الدلالة العميقة ؛ وبذلك تتعمّق دلالته على التخصيص ، وكما يأتي :
١ ـ مرّ في كلام سيبويه أنّ الصفة وموصوفها يكونان كأنّهما اسم واحد ، وكذلك الشأن مع النعت السببي ؛ فـ : (إمام مفترض طاعته) خصّص الكلام بدائرة الأئمّة الذين كلّ إمام منهم افترضت طاعته ، وليس كلّ من تسمّى إماماً.
٢ ـ إنّ ما ذكر الآن يشير إلى تقريب النعت منعوته من التعريف ، بل إنّ الاستعانة بالسياق الخارجي تكشف عن بلوغ النعت بمنعوته مرتبةً أعلى من التخصيص ؛ بإيصاله منعوته إلى مستوىً من المعرفة ؛ ما دام الأئمّة المفترضة طاعتهم معيّنين معروفين.
٣ ـ إنّ دلالة هذا الوصف العميقة التي تجلّت في توجّه الصفة إلى موصوفها ؛ لكاشفة عن أنّ حذف الموصوف وإحلال الصفة محلّه غير مناسب هنا ؛ لما يتمخّض عنه من تعميم غير مراد في هذا الحديث.
وعدم المناسبة هذه تكون أكثر ظهوراً إذا بحثنا عن الدلالة المحورية في هذا التعبير : أهي في (مفترض طاعته)؟ ـ وغير خاف ما يضفيه هذا الوصف من
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٦٠.