ذا البرّ المؤمنون والموفون بعهدهم) (١).
فأمّا نصب (وَالصَّابِرِينَ) ففيه وجهان :
أحدهما : المدح ، لأنّ مذهبهم في الصفات والنعوت إذا طالت أن يعترضوا بينهما بالمدح أو الذمّ ، ليميّزوا الممدوح أو المذموم ويفردوه ، فيكون غير متّبع لأوّل الكلام.
والوجه الآخر : في نصب (وَالصَّابِرِينَ) أن يكون معطوفاً على ذوي القربى ويكون المعنى : وآتى المال على حبّه ذوي القربى والصابرين.
قال الزجّاج : وهذا لا يصلح إلاّ أن يكون (وَالْمُوْفُوْنَ) رفع على المدح للمضمرين لأنّ ما في الصلة لا يعطف عليه بعد العطف على الموصول ، وكان يقوّي الوجهَ الأوّل.
ومع ذلك فإنّ السيّد المرتضى قدسسره رجّح القول الأوّل ووافق في ذلك أيضاً الزجّاج واحتجّ له بشواهد شعرية ذكرها وقد أعرضت عنها خوف الإطالة.
٤ ـ وفي تفسير الآية الكريمة ، قوله تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كيْفَ يَشَاءُ) (٢).
وقد ذكر في إعراب جملة (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) عدّة وجوه :
قال المرتضى : فأمّا قوله تعالى : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) ففيه وجوه :
__________________
(١) أمالي المرتضى ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ؛ ينظر : معاني القرآن ، الزجاج ١ / ٢٤٧ ؛ التبيان في إعراب القرآن ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ؛ تفسير المرتضى ٢ / ١٨٥.
(٢) المائدة : ٦٤.