(الذي رغبتَ فيه محمّد) لأنّ الإضمار إنّما يحسن في (الهاء) المتعلّقة في الفعل ، كقولك : (الذي أكلتَ طعامك) و (الذي لقيتَ صديقك) معناهما : الذي أكلته ولقيته. وقال الفرّاء : إنّما حذفت (الهاء) لدلالة الذي عليها. ثمّ قال المرتضى : فصحّ أنّ جواب ابن قتيبة مستضعف ، والمعنى على ما تقدّم» (١).
٣ ـ وقد تعرّض السيّد المرتضى إلى إعراب مقاطع من قوله تعالى : (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِـاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكةِ وَالْكتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلوةَ وَءَاتَى الزَّكوةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِك الَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُوْلَئِك هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٢).
هنا عالج وظيفة الإعراب في إبراز الجانب الدلالي للنصّ القرآني وتوضيح معانيها ، قال : «فأمّا قوله : (وَالْمُوفُونَ) ففي رفعه وجهان.
أحدهما : أن يكون مرفوعاً على المدح ؛ لأنّ النعت إذا طال وكثر رفع بعضه ونصب بعضه على المدح ، ويكون المعنى : (وهم المعرفون بعهدهم) قال الزجّاج : هذا أجود الوجهين.
والوجه الآخر : أن يكون معطوفاً على (مَنْ ءَامَنَ) ويكون المعنى : (ولكنّ
__________________
(١) الأمالي ٢ / ٧١ ؛ تفسير المرتضى ٣ / ٣٢٩.
(٢) البقرة : ١٧٧.