من الأيّام المحذورة المرهوبة ، ويكون المعنى : (إنّ الصوم إنّما كتب عليكم لتحذروا هذه الأيّام وتخافوها)» (١).
وفي تفسير قوله تعالى : (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِك مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ) (٢).
يقول الشريف المرتضى : قد ذكر في هذه الآية وجوه :
أوّلها : أن يكون المعنى : (وسَلْ تُبّاع من أرسلنا قبلك من رسلنا) ، ويجري مجرى قولهم : (السخاء حاتم ، والشعر زهير) ؛ يريدون (السخاء سخاء حاتم ، والشعر شعر زهير) ؛ وأقاموا حاتماً مقام السخاء المضاف إليه ومثله قوله تعالى : (وَلَـكنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِـاللَّهِ) (٣). فذهب المرتضى إلى أنّ في الآية حذفاً كما هو واضح.
وذهب ابن قتيبة إلى أنّ المعنى : (وسَلْ مَن أرسلنا إليه قبلك رسلاً من رسلنا) يعني : (أهل الكتاب).
وقال المرتضى : «وقد رُدّ على ابن قتيبة هذا الجواب وقيل : إنّه أخطأ في الإعراب ؛ لأنّ لفظة (إليه) لا يصحّ إضمارها في هذا الموضع ؛ لأنّهم لا يجيزون (الذي جلستَ عبد الله) على معنى (الذي جلستَ إليه) ؛ لأنّ (إليه) حرف منفصل عن الفعل ، والمنفصل لا يضمر ، وكذلك لا يجوز : (الذي رغبتَ محمّد) بمعنى
__________________
(١) انظر : رسائل الشريف الرضي ٢ / ٢٤ ـ ٢٥ (الردّ على أصحاب العدد) ؛ وتفسير الشريف المرتضى ١ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧.
(٢) الزخرف : ٤٥.
(٣) البقرة : ١٧٧.