عاش فيه ، وقد جَعلت هذه الخصيصة كتاب الحدائق معرضاً للآراء الفقهية من مختلف المدارس والاتّجاهات التي تطوّرت عند الشيعة الإمامية منذ نشأتها حتّى عصر المؤلّف قدسسره.
ثانياً : إنّه كان يصنّف الأقوال التي ينقلها عن الفقهاء إذا كثرت وتعدّدت في حكم المسألة إلى أصناف حسب ما تتضمّنه من رأي في حكمها تمييزاً لها وتمهيداً لمناقشتها ، ويذكر أسماء الفقهاء الذاهبين إلى كلّ رأي وأسماء كتبهم التي ذكروا فيها آراءهم.
ثالثاً : التطرّق لنقل نصوص عبارات الفقهاء من كتبهم ومؤلّفاتهم ، حيث إنّه كان لا يكتفي غالباً بحكاية الآراء عن أصحابها وذكر أسماء الكتب التي تضمّنتها أو حكتها عنهم فحسب وإنّما كان يُشفِع ذلك بذكر نصوص عباراتهم غالباً أو نصوص عبارات من نقل الرأي عنهم ، ليس ذلك في التطبيقات السابقة فحسب بل هي طريقته وديدنه في موارد كثيرة من الكتاب (١).
بل يمكن القول أكثر من ذلك ، فإنّه كان في بعض المواضع من كتابه يتثبّت من صحّة نسبة الرأي إلى قائله ويصحّح ماحُكي عنه خطأً بمراجعة النصوص من مصادرها الأصلية أو الالتفات إلى نكات وشواهد خاصّة ، مثال ذلك ما جاء في مسألة هل يجب على الأغلف في الاستنجاء من البول كشف البشرة وتطهير محلّ النجاسة أو يكتفي بغَسل ماظهر؟ ذُكر أنّ في ذلك قولين ، جزم بالأوّل المحقّق الشيخ علي في شرح القواعد ونَقل الثاني فيه عن المنتهى والذكرى ، قال
__________________
(١) انظر على نحو المثال مسألة وقت نوافل الجمعة من المصدر السابق ١٠ / ١٨٩.