أربعة أقوال مع بيان رأيه فيها ، معقّباً كلّ قول منها بإيراد الأخبار المتعلّقة به (١).
الأسلوب الرابع : يشير إلى المسألة ويذكر الأقوال فيها ومختاره منها ، ثمّ يعقّبها بعرضِ مجملِ ما ورد فيها من أخبار ، مذيِّلاً لها بما يكشف عن معانيها نقاب الإبهام ويجلو عن مضامينها غشاوة الإبهام لما ذهب إليه أولئك الأعلام ، معقِّباً على كلّ واحد أو طائفة منها بالإشارة إلى ما يدلّ عليه من تلك الأقوال مع تقريب الدلالة وتوضيحها.
ومثاله ما صنعه في مسألة حكم صلاة المسافر في المواضع الأربعة المشهورة للتخيير : مكّة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر الحسيني (٢).
٢ ـ ذكر أقوال الفقهاء باختلاف طبقاتهم وبيان آرائهم في مسألة وما يتفرّع منها مع الإشارة غالباً إلى مختاره :
وتشكّل هذه الخطوة ثاني الركيزتين المهمّتين اللتين بنى عليهما المصنّف الفكرة الموسوعية في كتابه الحدائق ، وأعني بهما ذكر الأخبار والأقوال في المسألة الواحدة كما تقدّمت الإشارة إليه.
ويُلاحظ في هذا الخصوص :
أوّلاً : إنّه حاول استقصاء الآراء المطروحة في المسألة الواحدة في مختلف العصور الفقهية ابتداءً من أقرب العصور إلى عصر الأئمّة وانتهاءً بعصره الذي
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٩ / ٣٧٨ ـ ٤٤٦.
(٢) الحدائق الناضرة ١١ / ٤٣٨ ـ ٤٤٠.