تعدّد المصنّفين وكثرة مصنّفاتهم واختلاف أزمانهم ، وقد ذكر بعض المحقّقين ما نصّه : «إنّ صاحب الحدائق لم يَدَع ـ إلاّ ما ندر ـ كتاباً من كتب الحديث والفقه المتداولة والمعروفة عند الشيعة في عصره إلاّ ورجع إليه ونقل منه ، ويلاحظ أنّه كان يشير إلى مصادره من تلك الكتب والرسائل بأسمائها المختصرة ... وقد حاولتُ تتبّع ما أشار إليه منها في الحدائق فتحصَّل لي جملة كبيرة قاربت المائتين في الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه والرجال واللغة وغير ذلك» (١).
٣ ـ ذكر سائر الأدلّة الأخرى المطروحة في المسألة والمعتمَدة عند فقهاء المدرسة الأصولية بوصفها أدلّة مستقلّة ومن ثمّ مناقشتها :
ويمكن بيان المقصود من هذا العنوان مختصراً ضمن أمرين:
الأمر الأوّل : تطرّقه في ضمن بحثه الفقهي لأمّهات المباحث الأصولية التي تُعدّ في زمانه محلّ نقاش حادٍّ ونزاع كبير بين المدرستين الأصولية والأخبارية ، كما ويذكر أيضاً ما يتفرّع ويترتّب على تلك المباني الأصولية من نتائج تفرض نفسها في كثير من الأحيان على البحث الفقهي ، وهو أمر لا يرتضيه بالطبع ويتصدّى لمناقشته بكلّ ما أوتي من قوّة وبيان طبقاً لمسلكه الفقهي الأخباري ، وله في الكتاب في غير ما تقدّم من التطبيقات أمثلة أخرى ناقش فيها الأصوليّين في بعض مبانيهم الأصولية ، ومن ذلك ما ذكره في حكم تقديم أذان الصبح قبل دخول وقته ، حيث ألقى باللائمة على السيّد المرتضى وابن إدريس حين منعا من
__________________
(١) الحدائق الناضرة دراسة مقارنة : ٤٥٠.