و «السين والطاء والعين : أصل يدلّ على ارتفاع الشيء في الهواء» (١) ، وهذا تخصيص لنور سيّد الشهداء بصفة الارتفاع التي تلازم الظهور والبروز ؛ فالنور كلّما زاد ارتفاعاً ؛ زاد امتداداً وظهوراً ، وهي سمة نوره صلوات اللّه عليه في الوجود ، وسطوع هذا النور يعني امتداده لكلّ القلوب الراغبة في أن تستنير به.
الثانية : لا يطفأ ، صفة أخرى في (نوراً) تزيده خصوصية بتأكيدها دوامه كنور ساطع.
وهذه الصفة جملة فعلية منفية فعلها مضارع مبنيٌّ للمجهول ، أمّا كونها مضارعة الفعل منفية بـ : (لا) ؛ فيأخذ بيد الدلالة فيها إلى الحدث المستمرّ ؛ على أنّ تصدّر الفعل الماضي أوّل الكلام على الصفتين (أي : كنت فيها) مشعر بأنّ الكلام عن نورانيّته قبل بزوغه في الدنيا. أمّا بناء الفعل المضارع للمجهول ، فهو مشعر بالعناية بنفي فعل الإطفاء أيّاً كان فاعله ، الذي طوي للتركيز على الحدث المذكور.
وبذا يكون وصف هذه النكرة بصفتين مفردة وجملة ؛ قد أفصح عن عَرَضين لازمين له حقيقةً ، لكلّ منهما دلالته.
__________________
(١) مقاييس اللغة ، مادة (سطع) ٣ / ٧٠.