وكون كلام أهل بيت العصمة مادّة للدّراسة ؛ دافع كبير للباحث على التعمّق في التحليل ؛ لأنّه كلام معصوم ، مقصودة كلّ كلمة فيه. وقد دنت للباحث من هذا البحث قطوف منها : اكتساب الصفة المصدر التخصيص من موصوفها ؛ لتكون العلاقة بين الموصوف وصفته المصدر تبادل اختصاص.
توطئة :
النعت : «لفظ يتبع الاسم الموصوف ، تحليةً له ، وتخصيصاً ممّن له مثل اسمه ، بذكر معنىً في الموصوف ، أو في شيء من سببه» (١).
وهو حدّ دقيق العبارة كما نرى ، لا يبعد عنه ما نبّه عليه قول ابن يعيش في النعت إنّه : «لفظ يتبع الاسم الموصوف في إعرابه ؛ تحليةً وتخصيصاً له بذكر معنىً في الموصوف أو في شيء من سببه ، وذلك المعنى عرض للذّات لازم له» (٢). ولنا مع هذين الحدّين ثلاث وقفات :
الأولى : بيان علاقة الموصوف بصفته ، وهي علاقة الجوهر بعرضه اللازم له ، كما مرّ في قول ابن يعيش قبل قليل ، وهذه الملازمة تعلّل تبعية الصفة موصوفها في الإعراب ، ففي مثل قولهم : مررت برجل ظريف ، تابع النعت منعوته في الجرّ ؛ «لأنّهما كالاسم الواحد. وإنّما صارا كالاسم الواحد ؛ من قبل أنّك لم ترد الواحد من الرجال الذين كلّ واحد منهم رجل ، ولكنّك أردت الواحد من الرجال
__________________
(١) اللمع في العربية : ٨٢.
(٢) شرح المفصّل ٢ / ٢٣٢.