تَقَبُّلُ الراوي والمحدّث لجميع مضامينها.
أضف إلى ذلك أنّ تتبّع سيرة شيخنا العلمية توضّح أنّ منهجه في رواية الأحاديث والنسخ لم يكن منصبّاً على الاقتصار على نقل ما يتقبّله ويصحِّحه فحسب كمّا أنّه لم يدأب على دراسة سند الرواية ولم يكن بصدد تقويم جميع ما يرويه ولا مغمز من وراء ذلك يلحق بشيخنا فكثيراً ما لا يرمي المحدّث إلى نقل الروايات الصحاح فحسب وإنّما تهمّه رواية ما سمعه من مشايخه من الأحاديث والأجزاء الحديثية والنسخ ونماذج هذا المنهج كثيرة حتّى في الحقل الشيعي.
ولأجل هذا وذاك فقد تسرّب مثل هذه المضامين إلى روايات شيخنا وهي قليلة العدد ونسبتها إلى الكمّ الهائل من روايات ابن الجندي ضئيلة جدّاً.
ما تَبَقّى من تراث ابن الجندي :
هناك الكثير من الكتب التي ذكر الشيخ النجاشي طريقه إليها ممّا يبتدئ بشيخه ابن الجندي وقد أسلفنا نماذجها في ثنايا الأبحاث السابقة. أمّا بالنسبة لكتب الشيخ ابن الجندي نفسه ، فلم نجد عنها في ما بأيدينا من المصادر المطبوعة عيناً ولا أثراً ، إلاّ هذه المخطوطة التي نحن بصددها وهي : الفوائد الحسان الغرائب.
التعريف بـ : (الفوائد الحسان الغرائب) ومخطوطها :
ينبغي لنا ـ وقبل أن نخوض غمار الحديث عن هذه الفوائد ـ التنبيه على أنّ عنوان (الفوائد الحسان) أو (الفوائد) بشكل عامّ أو ما يضاهيهما قد شاع