بكتف حتّى أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه بعدي) ...» وهو غريب أيضاً ، (٣١ / ١٠٧) وفيه مدح الثاني وابنه عبد الله على لسان حذيفة بن اليمان ولم يسنده إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ، (٤٤ / ٣١ ، ١٠٥).
كما أنّ هناك رواية عنه تتناقض مع ما أطبقت عليه كلمة الإمامية جمعاء حيث نقل الخطيب بإسناده عنه قال : «قال : نا إسماعيل الصّفّار قال نا المبرّد عن محمّد بن حبيب قال : أوّل من حوّل من قبر إلى قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، حوّله ابنه الحسن» (تاريخ بغداد ١ / ١٤٧) أي : نقل الإمام الحسن الجثمان الطاهر للإمام أمير المؤمنين إلى المدينة (راجع نفس المصدر) وهو يعارض ما هو من واضحات التاريخ الشيعي.
وربّما يقف الباحث أمام هذه الروايات ـ وإن كانت قليلة تعدّ بالأصابع ـ حائراً ومتسائلاً عن المبرّر الأساس لنقل مثل هذه المضامين من قبل شيخنا ابن الجندي حيث لا نتصوّر بشأنه ـ كواحد من أبرز مشايخ الشيعة في عصره ـ الاقتناع بشيء من هذه المضامين إطلاقاً.
ولا نريد هنا التوسّع في ذكر المحتملات لتبرير صنيع كهذا ما دمنا تعوزنا المعطيات التاريخيّة اللازمة للإدلاء بالرأي الراجح السديد في المسألة ولكن القدر الذي نجزم به أنّ مثل هذه الروايات لا تمثّل الجانب العقدي لشيخنا. أمّا عن السبب في نقلها فيبدو لي أنّ هذه الروايات إنّما نقلها شيخنا عن الأجزاء الحديثية والنُسخ التي رواها عن مشايخه الذين كانت الأكثرية الساحقة منهم من العامّة وقد مثّلت هذه الروايات معتقدات تلكم الشيوخ ولا يلزم من رواية الجزء الحديثي