المحدّث ـ هو أحد الأسباب التي أهّلته لتعويل أمثال الشيخ النجاشي ـ من الشيعة ـ وتعويل جماعة من أبرز محدّثي العامّة عليه.
ويأتي في السياق ذاته إفادة الخطيب في كتبه ـ بشكل مدهش ـ من نقولات ابن الجندي ورواياته والتي يبلغ عددها العشرات ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا إنّ الشيخ ابن الجندي هو أحد أهمّ موارد الخطيب في كتبه عامّة وفي تاريخه بشكل خاصّ.
ولكن على الرغم من ذلك فهناك مشكلة يواجهها الباحث عند استعراض المضامين التي رواها ابن الجندي وهي تتمثّل في أنّ عدداً من هذه الروايات لا تنسجم مع المبادئ العقدية والكلامية للإماميّة ممّا نستبعد أن يرويها أصحابنا عادة؛ فمثلاً : هناك روايات عن ابن الجندي بإسناده الذي ينتهي إلى النبي(صلى الله عليه وآله)تتضمّن إطراء الخلفاء الثلاثة والثناء عليهم (راجع : تاريخ بغداد ٣ / ١٩٩؛ تاريخ مدينة دمشق ٣٠ / ١٦٦ ، ١٩٣ ، ٣٩ / ٥٣٣) وفيه : «أبو الحسن أحمد بن محمّد ابن عمران بن الحسن» والظاهر أنّ لفظة (بن الحسن) مزيدة خطأ؛ (شرح أصول اعتقاد أهل السنّة ٧ / ١٣٢٠) وفيه التحذير من سبّ الصحابة وظاهره مدحهم كافّة؛ (شرح أصول اعتقاد أهل السنّة ٨ / ١٤٧٢) وفيه : مدح عمر بن عبد العزيز باعتباره خامس الخلفاء المهديّين إلى جانب الثلاثة وأمير المؤمنين عليهالسلام ؛ (تاريخ بغداد ١٣ / ٤٦٤) فيه : «قال علي ـ وهو عند رأس عمر ، وهو طعين ـ : هذا أحبّ الأمّة إليّ أن ألقى اللّه بمثل صحيفته». وهو غريب جدّاً؛ (تاريخ مدينة دمشق ٣٠ / ٢٦٨) وفيه : «لمّا ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لعبد الرّحمن بن أبي بكر : (ائتني