باقر الرضوي القمّي (ت١١٧٠هـ).
تاسعاً : مدرسة القرن الثالث عشر الهجري :
ويُعدّ هذا القرن من أنشط الحقبات الزمنية في تاريخ علم الأصول ، فقد زهر من بين ثناياه فقيهان من أعظم فقهاء الإمامية ، وهما : الوحيد الببهباني (ت١٢٠٦هـ) في كربلاء ، والشيخ مرتضى الأنصاري (ت١٢٨١هـ) في النجف ، وقد احتلّت النجف في تلك الفترة وبالأخصّ في الربع الأوّل من هذا القرن موقعها القيادي والعلمي والفقهي من جديد(١).
الوحيد البهبهاني والفوائد الحائرية :
استطاع الوحيد البهبهاني في مدينة كربلاء التصدّي لأفكار الحركة الأخبارية منذ أن رفع رايتها محمّد أمين بن محمّد شريف الإسترآبادي بعد أن دامت ما يقرب القرنين ، خصوصاً وأنّ تسلّحه بالعلوم العقلية كان قد أعدَّه للدخول في صراع مكشوف مع رموز تلك الحركة في ذلك الوقت من أمثال الشيخ يوسف البحراني ، ومنذ ذلك الوقت بدأ النشاط الأخباري بالفتور ولم يبقَ من معالمه شيء.
جاء في المعالم الجديدة : «وقد قُدِّر للاتّجاه الأخباري في القرن الثاني
__________________
(١) انظر في تسلسل المدارس الأصولية : النظرية الأصولية نشوؤها وتطوّرها ، مجلّة تراثنا ، العدد ٨١ / ١٤٢ ـ ١٧٢. و : المعالم الجديدة للأصول : ٥٤ ـ ٨٨. و : موسوعة طبقات الفقهاء ، المقدّمة ، القسم الأوّل ١ / ٤٢٧.