عشر أن يتّخذ من كربلاء نقطة ارتكاز له ، وبهذا عاصر ولادة مدرسة جديدة في الفقه والأصول نشأت في كربلاء أيضاً على يد رائدها المجدّد الكبير محمّد باقر البهبهاني ، وقد نصّبت هذه المدرسة الجديدة نفسها لمقاومة الحركة الأخبارية والانتصار لعلم الأصول حتّى تضاءل الاتّجاه الأخباري ومُني بالهزيمة»(١).
الشيخ الأنصاري وفرائد الأصول :
ثمّ قام أحد أبرز التلامذة عند طلاّب الوحيد وهو الشيخ مرتضى الأنصاري في مواصلة منهج أستاذ أساتذته الشيخ الوحيد بإزالة ما بقي من تلك الرواسب في الأذهان في كتابه فرائد الأصول بعد استيعاب كامل للحجج العقلية والشرعية ، وذلك من خلال طرح منهجية جديدة تماماً في علم الأصول كان محورها الأدلّة والحجج العقلية والشرعية ، فتناول من خلالها مباحث القطع والظنّ والشكّ والبراءة والاشتغال والاستصحاب والتعادل والتراجيح بدقّة متناهية بالتهذيب والتنقيح.
الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر :
لا شكّ أنّ القرن الثالث عشر أفرز إضافة إلى الشيخين البهبهاني والأنصاري حشداً كبيراً من علماء الفقه والأصول ، وقد استعادت مدينة النجف بهم رونقها العلمي ، فأصبحت مرّةً أخرى محطّ أنظار العالم الشيعي وقِبلة الفكر الفقهي
__________________
(١) المعالم الجديدة للأصول : ٨٥.