والأصولي ، ومن أبرز أولاء الأعاظم ـ بعد مثل السيّد مهدي بحر العلوم (ت١٢١٢هـ) والشيخ جعفر الكبير (ت١٢٢٧هـ) والميرزا القمّي (ت١٢٣١هـ) ـ الشيخ محمّد حسن النجفي (ت١٢٦٦هـ) وموسوعته الفقهية الاستدلالية جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، تلك الموسوعة المبتنية على دعائم وقوانين المدرسة الأصولية وقواعد الاستنباط المرتكزة عليها أدلّة ومنهجية واستنتاجاً ، إذ يُعدّ صاحب الجواهر من النوابغ الذين تخرّجوا على كبار تلاميذ الوحيد البهبهاني ومدرسته الاستنباطية ـ وتقدّم في ترجمته أنّه كان قد ألّف كتاباً في الأصول إلاّ أنّه تلف ولم تسنح له الفرصة في إعادة كتابته ـ وبذلك يعتبر الشيخ محمّد حسن النجفي في منهجية كتابه هذا من أكابر الفقهاء الأصوليّين لأكبر مصنَّف فقهي استدلالي في القرن الهجري الثالث بعد العشرة.
محاور الخلاف بين المدرسة الأصولية والأخبارية :
انحصر الخلاف بين الأصوليّين والأخباريّين في دائرة الأحكام الشرعية الفرعية ولم يمتدّ إلى شيء من كلّيات العقائد وأصول الدين ، بل إنّ الفريقين لم يختلفا حتّى في تفاصيل العقيدة وجزئيّاتها ، لاعتمادهما معاً في جميع ذلك على ما ورد عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، بل لم يكن بين علماء الشيعة إلى زمان المحدّث الإسترآبادي وظهور حركته الأخبارية منهجان متقابلان باسم المنهج الأخباري والمنهج الأصولي حتّى يكون لكلّ منهج مبادئ مستقلّة تتناقض ومبادئ المنهج الآخر ، بل الجميع على خطٍّ واحد وإنّما الاختلاف في لون الخدمة وكيفية الأداء