كما عبّر الشيخ السبحاني(١).
يقول الشيخ البحراني : «إنّ العصر الأوّل كان مملوءاً من المجتهدين والمحدّثين مع أنّه لم يرتفع بينهم مثل هذا الخلاف ولم يطعن أحد منهم على الآخر بالاتّصاف بهذه الأوصاف وإن ناقش بعضهم بعضاً في جزئيّات المسائل»(٢).
ولكن مع ذلك قد كثرت الأسئلة عن الفرق بين المجتهدين والأخباريّين ، وقد أكثر المسؤولون من ذكر وجوه الفرق في ذلك ، ولعلّ أسبقهم إلى ذلك ـ كما أفاد الدكتور العطية ـ الحرّ العاملي (ت١١٠٤هـ) في كتابه الفوائد الطوسية ، حيث أحصى في الفائدة الثانية والتسعين ثلاثاً وعشرين مسألة خلافية ردّاً على من زعم أنّ الخلاف بينهما لفظي(٣) ، وأنهى من بعده الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي (ت١١٣٥هـ) في كتابه منية الممارسين الفروق إلى أربعين فرقاً أوجزها الخوانساري في روضات الجنّات في ثلاثين ، قائلاً : «إنّها ترجع إليها جميع الأمور التي ذكرها السماهيجي»(٤) ، وأوجزها أيضاً المحدّث البحراني في الدرر النجفية في ثمانية فروق ، وقال : «إنّ ما ذكره شيخنا الصالح المتقدّم ذكره من الفروق وأطال به من الشقوق كثير منه ، بل أكثره تطويل بغير طائل وترديد لايرجع إلى
__________________
(١) موسوعة طبقات الفقهاء ، المقدّمة ، القسم الأوّل : ٤٣٥.
(٢) الحدائق الناضرة ، المقدّمة الثانية عشرة ١ / ١٦٩.
(٣) الفوائد الطوسية : ٤٤٦.
(٤) روضات الجنّات ١ / ١٢٧.