فإنّ كتاب الجواهر بالتأكيد لهو الأكبر والأوسع والأضخم تأليفاً ومصنَّفاً ليس على طريقة المدرسة الأصولية فحسب بل على مستوى الطائفة كلّ الطائفة ، لكنّه بالتأكيد حاو لمباني المدرسة الأصولية الاجتهادية وبكلّ أبعادها العلمية ، والكتاب وإن عُدَّ في كتب الشروح ومن ضمن مصنّفاتها ـ باعتباره شرحاً وتفسيراً وبياناً لكتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي من فقهاء القرن السابع الهجري وأحد أشهر علماء الإمامية ـ لكنّه يختلف عنها بخصوصيّاته الفريدة والنادرة ، وقد كان تصدّى لشرح الكتاب المذكور عدد كبير من الفقهاء وفيهم من يُشار إليه بالبنان ، أمثال الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (ت٩٦٥هـ)(١) والسيّد محمّد بن علي العاملي (ت١٠٠٩هـ)(٢) ، لكن يمكن القول أنّه لم يوفّق أحد من هؤلاء كما وفّق الشيخ النجفي في شرحه المسمَّى بـ : جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، إن كان من حيث إسهابه في الشرح ، أو من حيث الخصوصيّات الأخرى التي تفرّد بها هذا المصنَّف الفخم(٣).
منهج الشيخ محمّد حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام :
وكما تقدّم في المبحث الثاني من الفصل الثاني لهذه المقالة فإنّ المقصود
__________________
(١) له : مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام.
(٢) له : مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام.
(٣) ذكر الشيخ عبّاس القمّي في الفوائد الرضوية ٢ / ٧٢٦ عن بعض الأفاضل أنّه في نفس الوقت الذي كان يكتب فيه صاحبُ الجواهر جواهرَه كان هناك عشرون عالماً يكتبون شروحاً على الشرائع أيضاً ، ولم يتمّ ولا انتشر إلاّ جواهر الكلام.