وتعميق المباحث الفلسفية والعقلية.
وقد ظهرَ في إصفهان وحوزتها العلمية ـ وعلى مرور الزمن ـ شخصيّات لامعة في سماء الحكمة والفلسفة ؛ وكانت إصفهان وأجواؤها الساحرة عامل جذب لهم ؛ يقول صاحب الأعلاق النفيسة وهو يصف مدينة إصفهان : «وأمّا هواؤها فهواءٌ ؛ قد أجمع على طيبه كلُّ من وردها من الحكماء والفلاسفة والأطبّاء»(١).
ونُذكِّر بما نقلناه سابقاً عن الحموي في معجمه حيث قال : «وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمّة في كلّ فنّ ما لم يخرج من مدينة من المدن .. ومن نسب إلى إصفهان من العلماء لا يحصون إلاّ أَنّني أذكر من أعيان أئمّتهم جماعة غلبت على نسبهم ، فلا يعرفون إلاّ بالإصبهاني ..»(٢).
هذا وقد شهدت مدينة شيراز ومن بعدها إصفهان حضور مدرسة فلسفية كبيرة زاهية بفلسفتها وفلاسفتها ، ولها امتدادها التاريخي من عصر الشيخ الرئيس أبي علي بن سينا في عصر الدولة السامانية إلى عصر الفلاسفة في الدولة الصفوية وما بعدها.
من خصائص المدرسة الفلسفية في حوزة إصفهان :
تميّزت المدرسة الفلسفية في حوزة إصفهان بخصائص قد لا نجد لها مثيلاً في المدارس الفلسفية الأخرى ، والتي ظهرت في أماكن أخرى من العالم
__________________
(١) الأعلاق النفيسة : ١٤٣.
(٢) معجم البلدان ١ / ١٦٩ ـ ١٧١.