٤ ـ الجمع بين المعقول والمنقول :
فمن خصائص فلاسفة حوزة إصفهان ؛ أنّهم قد جمعوا بين علمي المنقول والمعقول ، فكانوا فقهاء فلاسفة ، وفلاسفة فقهاء.
يقول السيّد الأستاذ جلال الدين الآشتياني في مقدّمة كتابه القيّم منتخباتى از آثار حكماى إلهى إيران ما ترجمته : «واحدة من الأدوار التاريخية المهمّة لعلم الفلسفة والحكمة الإلهية ، دورة العصر الصفوي ؛ حيث وصلت حوزة إصفهان العلمية إلى مرتبة من الارتقاء والتكامل قد لا نجد لها مثيلاً في الأدوار السابقة ، وتفوّقت هذه الحوزة بلحاظ جامعيّتها وشموليّتها على الحوزات السابقة عليها ، في بخارى ، وهرات ونيشابور ، وكان يدرّس فيها العلوم المختلفة من المعقول والمنقول الرياضية ، والعلوم الذوقية ... كلّ هذا شاهد ودليل على تفوّقها على الحوزات الأخرى.
وكان لعلم الحكمة والفلسفة في هذه الدورة ؛ المقام والرتبة الخاصّة ، وكان أكثر فقهاء وعلماء المنقول في هذا العصر ، من المدرّسين الكبار للفلسفة والحكمة الإلهية ، كالفيض الكاشاني صاحب تفسير الصافي ، والمحقّق السبـزواري محمّد باقر ، صاحب الذخيرة والكفاية في الفقه وله حواش وتعليقات على كتاب الشفاء للشيخ الرئيس ، وشرح الإشارات للخواجه ، كذلك أستاذ الكلّ في الكُلّ آقا سيّد حسين الخوانساري مؤلّف كتاب مشارق الشموس ، وله أيضاً حواش وتعليقات على كتاب الشفاء والإشارات وحكمة العين ، وشرح التجريد للقوشجي ، وكذلك السيّد رفيعا النائيني ، له شرح الكافي ومؤلّف رسالة