يمكن النظر إليه كحكمة معنوية للتشيّع ، وانصبّ الاهتمام في هذه الحكمة على أحوال الإنسان ومقاماته الباطنية ، ممّا ساعد على اكتساب الكثير من التجارب المعنوية ، كما نجم عن الاهتمام بباطن الإنسان ، اختلاط الأفكار العرفانية بالأفكار الفلسفية ، الأمر الذي أدّى إلى حدوث تقارب بين ابن سينا وابن عربي ؛ والمفكّرون الذين انطلقوا في طريق حكمة التشيّع المعنوية هم الذين أوجدوا المدرسة الفلسفية الإصفهانية .. فما حدث في المدرسة الإصفهانية لم يكن التقاطاً وتوفيقاً»(١).
وممّا يؤسف له حقّاً : «إنّ الحكمة المعنوية للتشيّع في المدرسة الفلسفية بإصفهان ، حركة فكرية غير معروفة لكثير من أبناء العالم ، فالمستشرقون الغربيّون قد درسوا الثقافة الإسلامية على شتّى المستويات وفي جميع الأبعاد ، إلاّ أنّهم جهلوا أو تجاهلوا الحكمة المعنوية للتشيّع ، ولم تستوعب بحوثهم ودراساتهم قضايا هذا التيّار الفكري»(٢).
ومهما يكن من أمر : فإنّ المدرسة الفلسفية في إصفهان مدرسة عريقة في أفكارها ولها متبنّياتها وتيّاراتها الفكرية.
كما أنّ للمدرسة الفلسفية في حوزة إصفهان تفرّداً وخصائص تميّزها عن المدارس الفلسفية الأخرى ، وقد لا يشاركها في تلك الخصائص أيّ من المدارس الفلسفية في العالم.
__________________
(١) حركة الفكر الفلسفي ٢ / ٦١٠.
(٢) المرجع نفسه ٢ / ١١٠.