تاريخ الفلسفة ؛ حيث كتب تحت عنوان : الفلسفة في الإسلام ما نصّه : «وظلّت الفلسفة الإسلامية على الدوام فلسفة انتخابية (Ekletizismus) عمادُها الاقتباس ممّا ترجم من كتب الإغريق ؛ ومجرى تاريخها أدنى أن يكون فهماً وتشرُّباً لمعارف السابقين ، لا ابتكاراً ؛ ولم تتميّز تميّزاً يُذكر عن الفلسفة التي سبقتها ، لا بافتتاح مشكلات جديدة ، ولا هي استقلّت بجديد فيما حاولته من معالجة المسائل القديمة ، فلا نجد لها في عالم الفكر خطوات جديدة تستحقّ أن نسجّلها لها»(١).
وقد علّق معرّف الكتاب على هذا الرأي بقوله : «هذا حكم لا أساس له .. وناشئة عن نظرة سطحية للفلسفة الإسلامية .. فقد أثار كلّ من متكلّمي الإسلام وفلاسفته مشكلات ، ووصلوا إلى حلول ، وكوّنوا مفهومات لم يعرفها اليونان ، وبحثوا المسائل تفصيلاً يضمن لهم الاستقلال»(٢).
٣ ـ إنّها تمثّل الحكمة المعنوية للتشيّع :
وهنالك خصوصية ثالثة للمدرسة الفلسفية في إصفهان ترشّحت من الخصوصيّتين السابقتين ، لابدّ من الإشارة إليها باقتضاب وتتلخّص في : أنّ المدرسة الفلسفية في إصفهان ؛ ونتيجة لقربها من أحاديث الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام ومزيد اهتمامهم وتأمّلهم في كلماتهم عليهمالسلام ، كانت سبباً في «خلق أجواء أخرى للأفكار والقيم الفلسفية ساعدت على أن يكون الأسلوب الفكري ، غير ذلك الذي كان من قبل ، وحدث تحوّل فكري في هذه الأجواء الجديدة بحيث
__________________
(١) تاريخ الفلسفة في الإسلام : ٥٣.
(٢) المرجع نفسه : ٥٢ ـ ٥٣ هامش رقم / ١.