مُجيداً»(١).
ووصفه صاحب الروضات بقوله : «المتكلّم الحكيم ، من أجلاّء علماء المعقول ، وكان إماماً في فنون الحكمة والأدب .. ماهر في العقليّات»(٢).
وقد عدّه المستشرق الألماني هنري كوربان في كتابه القيّم : تاريخ الفلسفة الإسلامية على رأس الحقبة الرابعة من حقب الفكر الشيعي بحسب تقسيمه لهذه الحقب ، والتي تبدأ من عصر الأئمّة عليهمالسلام ثمّ عصر الغيبة ، ثمّ حقبة نصير الدين الطوسي ، ثمّ الدولة الصفوية حيث قال : «أمّا الحقبة الرابعة ، التي أشرنا إليها على أنّها حقبة النهضة الصفوية ، ونشوء مدرسة إصفهان مع الميرداماد (١٠٤١ هـ) ، والملاّ صدرا الشيرازي (١٠٥٠ هـ) ، وتلاميذهما وتلاميذ تلاميذهما (كأحمد العلوي ، ومحسن الفيض ، وعبد الرزّاق اللاهيجي ، وقاضي سعيد القمّي ، الخ ..) فهي ظاهرة لا نظير لها في مكان آخر من العالم الإسلامي ، حيث يعتبر أنّ باب الفلسفة قد أغلق منذ أيّام ابن رشد ، لقد تحقّق هؤلاء المفكّرون الكبار ، في هذه الحقبة ، من أنّ الكنز الدفين للوجدان الشيعي ، يكمن في تلك الوحدة المتلاحمة بين الوحي النبوي ، من جهة ، والفكر الفلسفي الذي يوغل في الغوص على المعاني الباطنية الكامنة في هذا الوحي ، من جهة أخرى ...»(٣).
عُرف الميرداماد بـ : (المعلّم الثالث) أي : بعد أرسطو والفارابي ، وتتلمذ
__________________
(١) أمل الآمل ٢ / ٦٠.
(٢) روضات الجنات ١ / ١١٥.
(٣) تاريخ الفلسفة الإسلامية : ٩٢.