٥ ـ الملاّ صدر الدين محمّد بن إبراهيم بن يحيى المعروف بـ : (الملاّ صدرا) وصدر المتألّهين (ت ١٠٥٠ هـ) :
وصفه صاحب السلافة بقوله : «كان عالم أهل زمانه في الحكمة متقناً بجميع الفنون»(١).
كما وصف أيضاً : «بأنّه المدرّس الأوّل للفلسفة الإلهية في القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الإسلامية الإمامية ، والوارث الأخير للفلسفة اليونانية والإسلامية ، والشارح لهما ، والمفسّر لأسرارهما»(٢).
وقد توقّفنا عند محطّات من حياة هذا الفيلسوف العظيم في ثنايا حديثنا عن تاريخ الحوزة العلمية في قم(٣) ولا نكرّر ما ذكرناه سابقاً.
درس في شيراز ، ثمّ انتقل إلى إصفهان ، ودرس عند الشيخ البهائي ، ثمّ انقطع إلى فيلسوف عصره (السيّد الداماد) ، ويظهر من بعض كتبه أنّه كان متأثّراً إلى حدٍّ كبير بشخصية أستاذه (الداماد) ، فهو يقول عنه في شرح أوّل حديث من شرحه على أصول الكافي : «سيّدي وسندي ، وأستاذي واستنادي في العلوم الدينية والعلوم الإلهية والمعارف الحقيقية ، والأصول اليقينية ..»(٤).
وكان له تلامذة بارزون في الفكر والفلسفة ، قادوا الحركة الفلسفية في
__________________
(١) انظر : سلافة العصر : عند كلامه عن الملاّ صدرا.
(٢) فلاسفة الشيعة : ٢٨٦.
(٣) انظر : تاريخ الحوزات : ٦ / ٨٨ وما بعدها.
(٤) انظر : شرح أصول الكافي ، ح١.