عبارة عن خطب الإمام عليهالسلام ورسائله وكتبه وحكمه ، مقسَّمةً على ثلاثة أقسام ، هي :
١ ـ الخطب ، واختار منها ٢٤٢ خطبة.
٢ ـ الكتب والرسائل ، واختار منها ٧٨ كتاباً ، منها الطويل ومنها القصير.
٣ ـ الحكم أو قصار الكلم ، واختار منها ٤٩٨ عبارة أو كلمة قصيرة.
وقد سمّاه نهج البلاغة ، وهو اسم يدلّ على مسمّاه ، يقول محمّد عبده (١٣٢١هـ) : «ولا أعلم اسماً أليق بالدلالة على معناه منه ، وليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد ممّا دلّ عليه اسمه ، ولا أن آتي بشيء في بيان مزيّته فوق ما أتى به صاحب الاختيار»(١). وقد شرح النهج أكابر العلماء ، فقد شحذ الشريف الرضيّ بجمعه مادّة نهج البلاغة هممهم ، وبرى أقلامهم ، بعد أن سبقهم للتعليق على بعض الخطب ، فأقبلوا على النهج يشرحون متنه ، وينهلون من معارفه ، ثمّ تتابعت حركة التأليف هذه عبر القرون ، حتّى فاقت شروح النهج مائتي شرح ، قسم منها عربي ، والقسم الآخر بلغات أخر ، على أنّ تلك الشروح لم يصل إلينا منها إلاّ القليل ، إذ عَدَت عليها عوادي الزمن ، وما وصل منها أغلبه مخطوط ، وأقلّه مطبوع ، ومن شاء أن يطّلع على ذلك فليراجع كتاب مصادر نهج البلاغة للسيّد عبد الزهراء الخطيب ، فقد جمع فيه معظم ما ألّف في نهج البلاغة(٢).
ومن أشهر الشروح المطبوعة شرح نهج البلاغة لكمال الدين ميثم بن علي ابن ميثم بن المعلّى ، أبي الفضل البحراني(ت٦٧٩هـ) ، من علماء البحرين الأجلاّء ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ٤.
(٢) ينظر : مصادر نهج البلاغة ١ / ٢٠٠ ـ ٢٧٣.