ولد فيها سنة (٦٣٦هـ) ، وتوفّي فيها رحمهالله سنة (٦٧٩هـ)(١) ظهر شأنه في بلاده ، وعلا صيته فوصل إلى مسمع علماء العراق ، فكاتبه علماء النجف والحلّة ، يعتبون عليه لعدم زيارته لهم ، واعتزاله الناس ؛ لانشغاله بالتأليف والتحقيق ، فارتحل إلى العراق ، وألّف الكثير من الكتب النافعة في مجالات متنوّعة من العلوم الشرعية والفقهية والعرفانية واللغوية والأدبية(٢) ، فكان ما ترك موسوعة علمية ثرة يستحقّ عليها الثناء العاطر وتستوجب منّا التنقيب عنها ودراستها. وقد وقع الاختيار من زاد البحراني العلمي النافع على شرحه الكبير لنهج البلاغة ، فاستعنّا بالله لدراسة توجيه البحراني لدلالات التعبير في نصوص النهج ، وكان من دواعي هذه الدراسة :
١ ـ كثرة المادّة النحوية المبثوثة في صفحات هذا الشرح الذي يقع في سبعة أجزاء في طبعة ، وخمسة أجزاء في أخرى.
٢ ـ أنّ للشارح البحراني مشاركة واسعة في هذه المادّة النحوية التي ضمّت أقوال الشارحين السابقين عليه وآراءهم ، ثمّ إنّه وجّه هذه المادّة وجهة دلالية تكشف عن دلالات متعدّدة للنصّ ، بحسب السياقين الداخلي والخارجي.
٣ ـ أنّ شرح البحراني من أقدم شروح نهج البلاغة التي وصلت إلينا.
__________________
(١) ينظر : أنوار البدرين : ٦٢ ؛ تأسيس الشيعة ١ / ٦٩ ؛ أعيان الشيعة ١ / ١٦٦ ؛ معجم رجال الحديث ١٩ / ٩٤.
(٢) ينظر : الكنى والألقاب ٣ / ٣٥٠ ؛ طبقات أعلام الشيعة ٢ / ١٦٨ ؛ روضات الجنّات ٧ / ٢١٦ ؛ تنقيح المقال ٣ / ٢٦٢.