الشعشعاني ، كان رحمه الله معروفاً بالحكمة الإلهية الحقّة في زمانه ، مقدّماً في المراتب الحكمية على جميع أمثاله .. قرأ طرفاً من العلوم في أوائل أمره على بعض أفاضل مازندران وقزوين ، ثمّ انتقل إلى إصفهان ، وتلمّذ بها في فنون الحكمة والكلام عند مولانا محمّد البيدآبادي ، وسيّدنا الميرزا أبي القاسم المدرّس الإصفهاني ، وكثير من حكماء ذلك الزمان والعلماء والأعيان ، وكان بينه وبين مولانا الميرزا أبي القاسم القمّي صاحب القوانين مراسلات جمّة ، ومكاتبات كثيرة في مطالب مهمّة .. وله تعليقات شريفة في الحكمة والكلام ، وتحقيقات طريفة في المعارف الحقّة وأصول الإسلام ، ورسائل شتّى ، وفوائد لا تحصى ، منها تفسيره المعروف لسورة التوحيد ، وله كتاب في الردّ على القادري النصراني ...
توفّي في رجب سنة ستّ وأربعين ومائتين بعد الألف ببلدة إصفهان ، ثمّ حمل نعشه إلى النجف الأشرف ، فدفن في عتبة باب الطوسي من الحرم المطهّر ..»(١).
ووصفه السيّد الآشتياني بـ : (صدر المتألّهين) ، بل اعتبره من المحيين لطريقة الملاّ صدرا ، ولولاه لما عرف الملاّ صدرا ، فهو من الشارحين والمروّجين والمدرّسين ـ ولسنين طوال ـ لكتب الملاّ صدرا ، والذي يطالع في الآثار المكتوبة للنوري والتي كتبها في سنيّ دون الثلاثين من عمره ، وعلى طريقة الملاّ صدرا
__________________
(١) روضات الجنّات ٤ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩ وعنه عبد الله نعمة ، فلاسفة الشيعة : ٣٥٣.