يجدها لا تقلّ شأناً عن آثار مؤسّس هذه الحكمة ، إن لم نقل إنّها أعمق وأكثر إحاطة برموزها ودقائقها ، إلاّ أنّ النوري كان يرى صدر المتألّهين في الإلهيّات والفلسفة كأكبر حكيم وفيلسوف ومحقّق في أمّهات المباحث الفلسفية(١).
هذا وقد نشر له الآشتياني رسالة بسيط الحقيقة ووحدة الوجود(٢).
وللنوري ـ بالإضافة إلى آثاره المكتوبة ـ الفضل الفضيل في تربية وتعليم الفضلاء والفلاسفة الكبار ، ولا يوجد عندنا فيلسوف في الأدوار الأخيرة أكثر فيضاً وبركة كالآخوند النوري ، ولهذا تجد كبار الحكماء والعرفاء والمحقّقين المتخصّصين في فلسفة الملاّ صدرا قد نهلوا من فيض نمير هذا الفيلسوف العارف.
ومن أولئك السيّد الرضي اللاريجاني ، والآخوند المولى القزويني ، والآخوند المولى عبد الله الزنوزي ، والمولى محمّد جعفر اللنگرودي اللاهيجي ، والآخوند المولى إسماعيل دركوشكي ، والحكيم السبزواري ملاّ هادي ، والمولى زين العابدين النوري ، والميرزا حسن چيني ، والميرزا حسن النوري (ولده) ، والآخوند المولى رضا التبريزي ، والآخوند المولى مصطفى القمشئي ، وكثير من الأكابر قد تربّوا في حوزة درس هذا العلم الفيّاض(٣).
٢٤ ـ الآخوند المولى نظر علي بن محسن الجيلاني :
وهو من تلامذة العارف الربّاني والحكيم المحقّق ، وأستاذ عصره في العلوم
__________________
(١) المنتخبات ٤ / ٦٠٦ وما بعدها.
(٢) المرجع نفسه ٤ / ٦١٥ وما بعدها.
(٣) المرجع نفسه ٤ / ٦١٠ ـ ٦١١.