محلاّت إصفهان في محلّة (خاجو) وكان من العلماء الغائصين في الأغوار ، والمتعمّقين في العلوم بالأسبار ، واشتهر بالفضل ، وملك التحقيق حتّى اعترف به كلّ فاضل ، وكان من فرسان الكلام ، ومن فحول أهل العلم .. حكى عنه الثقات أنّه مرّ على كتاب الشفاء ثلاثين مرّة إمّا بإقرائه ، أو بالتدريس ، أو بالمطالعة ، وكان رحمه الله مع ذلك ذا بسطة في الفقه والتفسير والحديث ، مع كمال التحقيق فيها .. وله تآليف كثيرة وحواش على كتب العلوم ، والذي وصلنا منها رسالة في الرد على العلاّمة الخوانساري في الزمان الموهوم(١).
عاصر المولى إسماعيل زمن فتنة الأفغان ، وكان في وقتها من المحصّلين للعلوم الدينية ، واحتمل الآشتياني أنّه تتلمذ في المعقول والمنقول على يد الفاضل الهندي ، ومن الممكن أنّه قد حضر درس الأردستاني ، والملاّ حمزة ..(٢).
وقد ترك آثاراً علمية كثيرة ، منها شروح ورسائل وحواش منها : رسالة ثمرة الفؤاد في نُبذ من مسائل المعاد ، والتي حقّقها ونشرها الآشتياني في المنتخبات(٣).
٢١ ـ محمّد بن محمّد رفيع الجيلاني المشهور بالبيدآبادي الإصفهاني (ت ١١٩٨ هـ) :
«كان من أعظم حكماء هذه الأواخر ، ماهراً في العقليّات ، مصنّفاً في
__________________
(١) تتميم أمل الآمل : ٦٧ ـ ٦٨.
(٢) المنتخبات ٤ / ٢٢٠.
(٣) انظر : المنتخبات ٤ / ٢٢٣ وما بعدها.