بالقوّة الإلهيّة وهي تقاتل أعداء الخالق والخلق تعينهم على مجاهدتهم ، حتّى تحقيق النصر المؤزّر.
٢ ـ في قول الإمام عليهالسلام داعياً للمجاهدين : «اللّهم وأيّما غاز غزاهم من أهل ملّتك أو مجاهد جاهدهم من أتباع سنّتك ليكون دينك الأعلى ، وحزبك الأقوى وحظّك الأوفى فلقِّه اليسر وهيّئ له الأمر ، وتولّه بالنجح ، وتخيّر له الأصحاب».
فقد وردت النكرة في هذا المقطع من دعائه عليهالسلام بقوله (غاز ، ومجاهد) ، فقد جاءت نكرةً ، لأنّ الإمام لم يخصّص مجاهداً بعينه من دون سواه بهذا الدعاء ، فكلّ غاز يحارب أهل الشرك ممَّن يريدون الشرَّ بأهل الإسلام أن يغمره الله تعالى بعفوه ورحمته ، وأن ييسّر أمره ، فالإمام عليهالسلام يريد أن تعمَّ الرحمة الإلهيّة المجاهدين جميعهم ، ولهذا جاء بلفظ (غاز) نكرة لا معرفة. وهذه الدلالة فيها ما فيها من الدفع المعنوي للمقاتل ، فكلّ مقاتل منهم يشعر بأنّه محطّ عناية الله تعالى ، ولا فرق بين القائد والمقود ، فكلّهم سواء بعين الإمام السجّاد عليهالسلام يدعو لهم بوصفهم دروعاً يحمون العباد والبلاد.
٣ ـ في قوله عليهالسلام طالباً العزّة للمجاهدين : «ولا تعفّر لأحد منهم جبهة دونك».
فقد وردت النكرة مرّتين بهذا النصّ ، في (أحد ، وجبهة). وقد يرى الباحث أنّ دلالة هذه النكرة في الموضعين العموم والشمول. فالإمام زين العابدين عليهالسلام يسأل الله تعالى ألاّ ينحني أيُّ مجاهد ويخضع لأيّ مخلوق ، فهذه الجباه التي سجدت لله لا تنحني لغيره ، هذه من حاجات الإمام صلوات الله عليه