المطلب الثاني : دلالة الجملة :
قُسّمت الجملة في اللغة العربية من حيث ابتدائها باسم أو فعل إلى جملة اسمية وجمل فعلية ، والذي يفيدنا في هذا التقسيم في موضوع بحثنا هو دلالة الاسم ، ودلالة الفعل.
فالاسم هو : «ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، وهو ينقسم إلى : اسم عين ، وهو الدالّ على معنى يقوم بذاته ، كزيد وعمرو ، وإلى اسم معنى ، وهو ما لا يقوم بذاته ، سواء كان معناه وجوديّاً كالعلم أو عدميّاً كالجهل»(١).
فهو حدثٌ مجرّدٌ من الزمن ، فيصلح لكلّ زمان ، ولذلك لا تتغيّر صورته بتغيّر الجمل الداخل فيها ، بخلاف الفعل فحدَّه النحويّون بأنّه : «ما دلَّ على معنى وزمان ، وذلك الزمان إمّا ماض وإمّا حاضر وإمّا مستقبل»(٢). فالفعل حدثٌ مقترنٌ بزمن ، ولذلك تتعدّد صوره تبعاً لزمنه ، فلو قلنا :
كتبَ زيدٌ.
يكتبُ زيدٌ.
نجد أنَّ صورة الفعل اختلفت بين الماضي والمضارع ، لاختلاف زمنه في الجملة ، أمّا الاسم (زيد) فبقيت صورته ثابتة ، على الرغم من تغيّر زمن الفعل ، لأنّ الاسم حدثٌ مجرّد من الزمن ، والفعل حدث مقترن بزمن.
__________________
(١) التعريفات : ٦.
(٢) الأصول في النحو ١ / ٣٨.