القرآن وتبيين وجوهه ، وما هي الظروف التي ساقتهم إلى تناول مثل هذا الموضوع؟ نحاول في هذه المقالة من خلال المرور على جملة من الأبحاث ذات الصلة بهذا الموضوع معرفة محطّتين تاريخيّتين لظهور الأبحاث والنظريّات في مجال وجوه إعجاز القرآن في القرون الأولى :
المحطّة الأولى : هي الأبحاث والمناظرات الكلامية للنصارى والمسلمين في مجال علائم نبوّة الرسول الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله).
والمحطّة الثانية : هي المساعي الأدبية والكلامية لمعتزلة البصرة وبغداد ، حيث نرى في تلك الحقبة متكلّمي المعتزلة قد تطرّقوا إلى هذا الأمر بشكل واسع خصوصاً في القرن الرابع ، حيث بدت ملامحه واضحة في أواخر هذا القرن. وفي بداية القرن الخامس بدا التنظير في باب إعجاز وتبيين وجوه إعجاز القرآن أكثر وضوحاً في المصنّفات الكلامية والتفسيرية لعلماء سائر الفرق الإسلامية المعروفة آنذاك ، وقد تحوّل إلى واحد من الأبحاث الأساسية في علم التفسير وعلوم القرآن.
المقدّمة :
هناك آياتٌ عديدة في القرآن الكريم تدعو مخاطبيها إلى التحدّي ـ فيما إذا كانوا يشكّون في صحّة دعوة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ويعدّون القرآن من كلام البشر أو أنّه كذب ومقتبس ـ على أن يأتوا بسور أو بسورة من مثله كما في (سورة هود الآية ١٣ ، يونس ٣٨ ، والطور ٢٣ ـ ٢٤) ، وفي بعض الآيات تصريح قاطع على أنّ