الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ؛ هي واحدة من أهمّ المواضع التي ظهرت فيها بوادر نظرية إعجاز القرآن ، وقد جاءت تلكم المصنّفات في مواجهة الجدل الكلامي لليهود والمسيحيّين ، وإنّ عناوين هذه الآثار كثيرة ومتنوّعة وعديدة ولم يصل إلينا العديد منها سوى عناوينها ، ولا يمكن تخمين عدد هذه المصنّفات بشكل دقيق ، وقد كانت بعض هذه المناظرات تدور حول تفسير آيات من القرآن الكريم جاء فيها تأييد أو نقد لمعتقدات اليهود والمسيحيّين ، وفي البعض الآخر منها نرى فيها علماء اليهود والمسيحيّين والمسلمين قد ناقشوا أبحاثاً مختلفة سعى كلٌّ منهم فيها إلى بيان أفضلية دينه ونبيّه على خصمه أو سعَوا أن يردّوا على القرآن في تأليفاتهم(١).
وقد تطرّقت كاميلا أدنغ (Camilla Adang) إلى موضوع الإسلام واليهودية في كتابها تحت عنوان (مدوّنات المسلمين في باب اليهودية والعهد القديم : من ابن ربن إلى ابن حزم) (٢) وقد سجّل كلٌّ من سمير خليل سمير ، مارك سوانسون وديفيد توماس في كتب متعدّدة لهم المناظرات والمناقشات التي كانت دائرة بين المسلمين والمسيحيّين آنذاك ، حتّى أنّنا نرى في أقدم النماذج من هذه المدوّنات أنّ موضوع مجيء الرسول (صلى الله عليه وآله) بمعجزة لإثبات نبوّته كان موضع جدل بين
__________________
(١) مثل كتاب تفنيد القرآن لأبي نوح الأنباري وهو من النسطوريّين المعاصرين لتيموثاوس الأوّل في القرن الثاني الهجري ؛ انظر : Griffith, ١٩٩٩,٢, p. ٢٠٥.
(٢) Camilla Adang, Muslim writers on Judaism and the Hebrew Bible : from Ibn Rabban to Ibn Hazm. Leiden : Brill. ١٩٩٦.