في بعض البلدان الإسلامية وخاصّة العراق وبلاد الشام ومصر ، وقد تحوّلت وتطوّرت في غضون القرن الثاني حتّى القرن السادس مضطردة باضطراد وتحوّل الأوضاع الثقافية والاجتماعية والتغييرات الطارئة آنذاك.
وقد جمع محمّد يسري سلامة في مقدّمة تحقيقه على كتاب ثبوت النبوّات لابن تيمية(١) فهرسةً حوت على أكثر من خمسين عنواناً من كتب علماء الإسلام في هذا المجال(٢) ، فإنّ ظهور بعض الكتب في خصوص الإعجاز تحت عنوان (معجزات النبي ، ونظم القرآن) في القرن الثالث وظهور كتب (إعجاز القرآن) في القرن الرابع وما بعده هي امتداد لذلك النتاج العلمي. ونرى في مصنّفات (دلائل النبوّة) أمرين مرتبطين بإعجاز القرآن ورسالة النبي (صلى الله عليه وآله) : الأوّل : مصنّفات في الردّ على بعض مدّعي النبوّة مثل مسيلمة وكذلك على مدّعي تقليد القرآن مثل ابن المقفّع. والأمر الثاني : تأليف الردود على منكري نبوّة وفضيلة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) سواء بين المسيحيّين أو بين المسلمين مثل أبي زكريّا الرازي عندما ردّ عليه أبو حاتم الرازي في كتابه أعلام النبوّة(٣).
__________________
(١) ثبوت النبوّات : ٧٢ ـ ٨١.
(٢) للحصول على توضيح لبعض المحتويات انظر : منوچهر پزشك ، مقالة (أعلام النبوّة) في دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ؛ أيضاً : Thomas, ٢/٢٢ff.
(٣) أعلام النبوّة ، تصنيف أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي (ت ٣٢٢ هـ) ، وهو من قبيل بقيّة المصنّفات التي صنّفت في إثبات النبوّة وفي ردّ آراء محمّد أبي زكريّا الرازي (٢٥١ ـ ٣١٣ هـ) ، وقد تطرّق في كتابه ـ الذي جاء تحت عنوان (في شأن القرآن : ١٧٣ ـ ٢٠٥) ـ إلى الردّ على أبي زكريّا في باب عدم إعجاز القرآن.