بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
بعد الحمد والتحية
يقول العبد الجاني الفاني ، حليف الآثام والأماني ، محمّد بن محمود الحسيني الطهراني ، المدعوّ بـ : (العصّار) في هذه الأعصار : لمّا أبرزتُ وأظهرتُ من الأسرار وحقّقتُ ما لم يحقّقه من سبقني من العلماء الأخيار الأبرار ، حتّى أساتذتي(١) الذين فاق صيت فضائلهم في الاشتهار على من سبقهم من الأساطين والعلماء الكبار عليهم رحمة الله الملك الجبّار ، مع أنّي معترف بالقصور ومغترف من كلماتهم الشريفة بقدر المقدور ، ولست ـ بيني وبين ربّي ـ معجباً بنفسي ، موجِباً لاتّباع مقالاتي وحدسي ـ زعماً من الداعي(٢) ـ أنّ الألقاب كالأسماء تنزل من السماء(٣).
وبالجملة ، أنا الفقير وإن كنت حريّاً بالنسيان ، غير مستحقّ للذّكر والتخصّص بالعنوان ، فكَمْ مِن فحول الرجال أنسى ذكرهم ريبُ المنون ، ومحا رسمهم الدهرُ الخؤون ، فما أنا وما خطري ، ولا يعلم فقدي ولا حضري.
__________________
(١) في المخطوط : (أساتيدي).
(٢) في هامش النسخة : القائل.
(٣) شرح مائة كلمة لابن ميثم البحراني : ١٠ ، بحار الأنوار ٤٨ / ٣٢٩.