بالأشهرية في الاستعمال ، والأوفقية ، لعموم المعنى اللغوي. ولا يخفى عليك أنّ تسمية ما انتهى إلى غير المعصوم من الصحابي والتابعي حديثاً مبنيٌّ على أصول العامّة ، وأمّا أصحابنا فلا يسمّون ما لا ينتهي إلى المعصوم بالحديث.
الثاني : إنّ الحديث أخصّ من الخبر ، وإنّ الخبر عامٌّ لقول كلِّ إنسان ، والحديث خاصٌّ بقول النبيّ (صلى الله عليه وآله) وغيره ممّن ذكر ، فكلّ حديث خبر ، وليس كلّ خبر بحديث ، نقله جلال الدين السيوطي قولاً(١).
الثالث : إنّهما متباينان ، وإنّ الحديث خاصّ بما جاء عن المعصوم من النبيّ (صلى الله عليه وآله) والإمام عليهالسلام ، والخبر خاصٌّ بما جاء عن غيره. ومن ثَمّ قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها : الأخباري ، ولمن يشتغل بالسنّة النبوية : المحدّث ، وما جاء عن الإمام عليهالسلام عندنا في معناه.
ويردّه شيوع إطلاق الأخباري ـ سيما في العصر المتأخّر ـ على من يتعاطى أخبار أهل البيت عليهمالسلام ويعمل بها لا غير.
الرابع : عكس الثاني ، نقله قولاً في البداية ، ونقل أنّ به قائلاً ولم يسمه.
وظنّي أنّه اشتباه من قلمه الشريف ، وأنّ غرضه نقل القول الثاني ، لأنّ أعمّية الحديث من الخبر ممّا لا شاهد عليه بوجه ...
[والنتيجة أنّ] إطلاق الخبر على ما يرادف الحديث اصطلاح أهل هذا العلم ...»(٢).
__________________
(١) تدريب الراوي ١ / ٤٢.
(٢) مقباس الهداية ١ / ٥٨ ـ ٦٥.