نماذج من مقباس الهداية :
ونعرض نماذج منتقاة من الكتاب حتّى نحيط بمنهج المصنّف وطبيعة عرضه للأفكار وتفنيدها ، وطبيعة طرح ما يتبنّاه من رأي محكم مسند بالدليل.
النموذج الأوّل : في الحديث المرسل ، حيث يردُّ فيه على الشيخ البهائي (ت ١٠٣٠هـ) من إجراء حكم المسانيد على مراسيل الصدوق (ت ٣٢٩ هـ) ، فيقول : «ولقد أجاد صاحب التكملة حيث ردّه بوجود الفارق بين مراسيل ابن أبي عمير ومراسيل الصدوق رحمهالله بما مرّ ، لقلنا له هو حجّة عليه ، فلا يلزم من ذلك أن يكون حجّة علينا ، فلنفحص هل هو حجّة علينا أو لا كما فحصت أنت؟
ولكن [طأطأت] العصابة رؤوسها لأحاديث ابن أبي عمير وأضرابه و [طأطأناها] ونراهم أخذوا في كمال البحث والفحص لأخبار ابن بابويه في أخذ بعض وطرح بعض ، كذلك يجب علينا وهو الفارق وأي فارق ، على أنّا وجدناه في الفقيه يذكر روايتين متناقضتين لا يمكن الفتوى بهما معاً ، وذهب إلى ما اتّفق الأصحاب على خلافه ، ولم نجد في أخبار ابن أبي عمير ما أجمعوا على خلافه.
ثمّ قال : والأعجب أنّ الفاضل المذكور ـ يعني البهائي ـ والشيخ الحرّ ذهبا إلى وثاقة بعض الرجال لذلك ـ أي لوقوعه في طريق الصدوق في الفقيه ـ مع أنّه لا دخل له بوجه من الوجوه. انتهى ما في التكملة(١) ، وهو كلام كامل
__________________
(١) تكملة الرجال ٢ / ٣٢٤.